samedi 24 janvier 2015

البحار العثماني بيري ريس : حياته وأعماله



- المقدمة :

في القرن 15م بعد فتح اسطنبول ، توسعت الدولة العثمانية حتى صارت إمبراطوريه ، ولكي تستطيع تأمين سيطرتها على البحرين الأسود والأبيض ، كان عليها أن تمتلك قوة بحرية ففعلت ، ولكي يكون للعثمانيين اليد الطولى في البحر الأبيض ، كان لزاما عليهم أن يحاربوا البندقيين والجنويين وحليفهم التقليدي فرسان القديس يوحنا إضافة للإسبان ، وقد نجحوا في مد سلطانهم لحدود فيينا في الغرب ، وإلى القوقاز وإيران والعراق في الشرق ، ونظرا لإضافة سورية ومصر وتونس والجزائر والحجاز والجزيرة العربية لما فتحوه ، فقد شكلوا حلقة مغلقة على البحرين الأسود والأبيض ،
كما عملت سفنهم عبر البحر الأحمر والخليج العربي وبحر عمان ، مرورا إلى المحيط الهندي. 


ومجال بحثنا هذا يدور حول أمير البحر بيري ريس وحياته ، الذي يعد من أعظم أمراء البحار مثل خاله كمال ريس ، وآخرين كمصلح الدين ريس وخير الدين بربروس وتورغوت وعلج علي ، الذين أحرزوا في نهاية القرن 15م وخلال القرن 16م انتصارات رائعة للأسطول العثماني ، وهم بذلك قد أرسوا دعائم القوة العثمانية في البحار وحافظوا عليها ، ولكن بري ريس يتميز عنهم بانجازاته العلمية ، وخاصة تفوقه في رسم الخرائط ، والذي أكسبه شهرة عالمية ، وجعل كما معتبرا من الكتابات تكتب عن شخصيته وتجربته البحرية الملاحية والعسكرية ، وخاصة خريطتيه للعالم لسنتي 1513م و1528م ، وكذلك حادثة مقتله المثيرة للجدل ، والتساؤلات الممكن طرحها بناء على هذا هي :

- ما هي مجمل ملامح شخصية بيري ريس ؟  / - ما هي إنجازاته العلمية التي صنعت شهرته العالمية ؟

- لماذا مات بحكم الإعدام الصادر عن السلطة المركزية العثمانية ، وهو البحار ذائع الصيت والذي خدم الدولة كثيرا ؟ ، وللإجابة على هذه التساؤلات اخترنا وضع الخطة التالية :

- المقدمة. /        01- حياة بيري رئيس (1470 - 1554).

                      02- أعمال بيري ريس العلمية.       

                             02/01- خريطة العالم لسنة 919هـ/1513م.

                             02/02- ترجمة التعليقات على خريطة بيري ريس لسنة 1513. 

                            02/03- خريطة العالم لسنة 935هـ/1525م.        

                            02/04- كتاب " البحرية "* لبيري ريس.



03- حملة بيري ريس على الخليج العربي - الفارسي.           
 - الخاتمة.



01- حياة بيري رئيس (1470 - 1554) :

مولد بيري ريس غير معروف بدقة ، والمرجح أنه ولد ما بين عامي 1465 و 1470م ، في مدينة غاليبولي الواقعة في شبه جزيرة غاليبولي على بحر مرمرة ، والتي كانت تستخدم كقاعدة بحرية في ذلك الوقت ، واسم بيري هو محي الدين بيري ، ووالده هو حاجي محمد ، وعمه أمير البحر المشهور آنئذ كمال رئيس ، ويقول المؤرخ العثماني ابن كمال عن الأولاد الذي تربوا في مدينة غاليبولي : " إن أبناء غاليبولي أمضوا حياتهم في البحر كالتماسيح ، وكانت أسرتهم القوارب ، وهدهدتهم البحار والسفن ليلا ونهارا ".

ولقد عاش بيري سبع سنوات من حياته في مدينته الأم ، وتلقى تعليمه الأولي عن العالم في البيت ، وعقب بلوغه الثانية عشرة من عمره ، التحق بطاقم عمه كمال رئيس ، ولم يعد ذلك الشاب التركي بعد ذلك مجهولا ، بل صار بطل البحار الذي سيذكر اسمه التاريخ.

وقد بدأ بيري عمله تحت إشراف عمه كمال (1451 - 1511) * ، واشترك في كل أنواع العمليات البحرية على هذا النحو لفترة 14 سنة دون انقطاع ، ويمكننا متابعة سيرة حياته في هذه الفترة من خلال كتابه " البحرية " ، الذي سطر فيه تجاربه والأماكن التي زارها مع عمه ، والأحداث التاريخية في ذلك الوقت بأسلوب خصب وجميل.

وأمضى كمال رئيس السنوات الأربع عشرة الأولى من حياته البحرية قرصانا ، كما اقتضت العادات في ذلك الوقت ، وعندما أصبح كمال قوة ذات اعتبار في البحر، حظي على اعتراف ومكانة رسمية من الحكومة العثمانية ولطاقمه صاحب الخبرة.

وهناك عدة مصادر تشير إلى أن بيري كان مع كمال قبل عام 1494م ، في الوقت الذي كان فيه مسلمو غرناطة يطلبون العون من الحكومات التونسية والمصرية والعثمانية في عام 1494م ، وكان كمال ريس يعيش حياة القرصنة ، ويستخدم سفنه لنقل هؤلاء المسلمين إلى إفريقية ، وفي خلال الفترة ما بين 1487 إلى 1493م ، شارك بيري في عمليات متعددة في هذه البحار تحت إشراف عمه كمال. (01)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هنالك تضارب بين المراجع حول نوعية رابطة القرابة بين كمال ريس وبيري ريس ، وتتأرحج الأقوال بين كون كمال ريس هو عم أو خال بيري ريس ، ولكن ترجمة الدكتور محمد دراج لمذكرات خير الدين بربروس للعربية يرجح أنه خاله.

01- عفت إينان ، أمير البحر العثماني بيري رئيس : حياته وأعماله ، ترجمة وتنسيق : عبد الرحمن كيلاني ، الجزء الأول ، نقلا بتصرف عن الموقع :                                                    [http://www.fustat.com/geog/piri.shtml]

      وقضى كمال رئيس فترة طويلة على طول الساحل الأفريقي في الجزائر وتونس وبونة ، وكون علاقات حميمة مع السكان هناك ، حيث كانوا يستقبلونه بحرارة خلال قضائه شهور الشتاء في ميناء بونة (عنابة حاليا) (1490-1491م) ، وقد شارك بيري البحارة في معركة خاضوها بقيادة كمال رئيس ضد صقلية وسردينيا وكورسيكا ، وفي هذا الوقت كان السلطان بايزيد الثاني بن محمد الثاني الفاتح ، قد أضحى حاكما للبلاد بعد موت أخيه في عام 1495م ، ولوكي يكون الغزو أوسع كان بايزيد يحاول أن يدعم قوتيه البرية والبحرية ، ولذا جعل رايته وحدات مختلفة من سفن القراصنة العثمانيين ، ودعا كمال رئيس ليشارك في الأسطول الرسمي ، وكذلك فعل مع بيري ريس وقره حسن ليساعداه ، وكان كل هؤلاء ذوي خبرة وتدريب ومعرفة جيدة بالبحار ، وقد شارك بيري ريس مع قوات كهذه في عمليات البحر المتوسط وتحت إشراف كمال رئيس ، وجرت باكورة أعمال بيري بالنسبة للعمليات البحرية ما بين عامي 1499 و1500م ، لما كان كمال رئيسا لأركان البحرية لأسطول التابعية الأميرية العليا للقوات البحرية كلها ، وقد منح بيري الإمارة الرسمية على بعض السفن في هذا الأسطول ، وكانت خدمته في المعارك ضد البنادقة ما بين عامي 1500 و 1502م ، والفوائد التي جنتها الدولة العثمانية من معاهدة البندقية عام 1502م ، تحققت إثر الأعمال البطولية لهؤلاء البحارة. (01)

     وقال عنه خير الدين بربروس في مذكراته ، أنه ركب إحدى السفينتين اللتين تفضل بهما السلطان سليم خان ، وأمر بقية السفن الأخرى أن تلحق به ّ، ثم سلم على السلطان بعد أن رسى قريبا من سراي بورنو في ثماني قطع بحرية ، في حين كان السلطان يتفرج على سفننا - الكلام لخير الدين بربروس - من قصر الساحلي ، ثم غادر إسطنبول متجها إلى تونس  ، وفي الوقت الذي كان فيه بيري رئيس في إسطنبول ، خرجت أنا وأخي في 10 مراكب ، وكان مقصدنا الذهاب إلى مضيق سبتة الذي يقع في نهاية البحر المتوسط ، على أن نمر من هناك إلى الأندلس لنقوم بإنقاذ قسم من إخواننا في الدين ، في هذه الأثناء وصل وفد من مدينة بجاية الجزائرية حاملا رسالة جاء فيها :

" إن كان ثمة مغيث فليكن منكم أيها المجاهدون الأبطال ، لقد صرنا لا نستطيع أداء الصلاة ، أو تعليم أطفالنا القرآن الكريم لما نلقاه من ظلم الإسبان ، فها نحن نضع أمرنا بين أيديكم ، جعلكم الله سببا لخلاصنا بتسليمه لنا إليكم ، فتفضلوا بتشريف بلدنا وعجلوا بخلاصنا من هؤلاء الكفار " ، وفي الوقت الذي كنا نهم فيه بالتحرك نحو بجاية ، إذا ببيري رئيس يدخل السواحل التونسية ، فأخذناه بسرعة إلى سفينتنا ، وسألناه بلهفة عن أحوال إسطنبول  ، أما السفينة التي كان يركبها بيري رئيس فإنني بمجرد أن رأيتها حتى كدت أفقد صوابي من الإعجاب بها ، لقد كانت ضخامتها وروعتها توحيان بأنها مما تفضل به السلطان علينا. (02)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- عفت إينان ، مرجع سابق.

02- مذكرات أمير البحار الإسلامية خير الدين بربروس ، الحلقة الثامنة عشر ، نقلا من الموقع :


وبقي بيري بعد ذلك يعمل أمير بحر في الأسطول ، و بعد موت عمه كمال في معركة بحرية فقد بيري سنده الكبير ، ولأسباب غير معروفة لنا ، لم يكن بيري مشاركا في تلك المعركة ، ولا ريب أن حزن بيري كان شديدا لموت عمه ، فالخبرة والمعرفة اللتان نالهما بيري من خبرة عمه المتنامية خلال حياته في البحر ، قد ضمنتا له الشهرة والمكانة ، وبعد موت عمه ترك بيري البحر وبدأ يعمل على أول خارطة للعالم وذلك في غاليبولي سنة 1513م ، والجزء الذي بأيدينا هو من تلك الخارطة ، وسجل بيري في هذه الخارطة ملاحظاته من كتابه البحرية ، والذي أصبح فيما بعد دليلا للملاحة.

     وخلال فترة 1516 - 1517م  كلف بيري بقيادة عدة سفن كان لها دور في الحملة ضد المماليك في مصر ، وتحت إمارة جعفر بيك انطلق الأسطول إلى الإسكندرية ، وأبحر بيري بجزء من هذا الأسطول إلى القاهرة عن طريق نهر النيل ، ورسم بعد ذلك خارطة عن هذه المنطقة ، وسجل معلومات مفصلة عنها ، وبعد أن ضمت الدولة العثمانية المتوسعة مصر إليها ، سنحت الفرصة لبيري ليتعرف شخصيا على السلطان سليم الأول ، وذلك أثناء معركة الإسكندرية ، وقد عرض الخريطة التي رسمها من قبل على السلطان ، وبعد الحملة المصرية وخلال فتره استجمامه في غاليبولي وضع بيري ملاحظاته عن الملاحة ضمن كتاب البحرية.

      وبعد تولي سليمان القانوني الحكم سنة 1520م ، شارك بيري في الحملة على جزيرة رودس مع الأسطول العثماني ، وفي كتابه البحرية ذكر قرار السلطان سليمان له ، ليعمل مستشارا للصدر الأعظم إبراهيم باشا ، وبعد الحملة على مصر علم إبراهيم باشا بأهمية كتاب البحرية ، فشجع بيري أن يضع ملاحظاته على شكل كتاب وينسخه ثانية ، وقد ذكر بيري هذا الموضوع في نهاية الكتاب ، وبسبب عاصفة بحرية لم يستطيعوا أن يتابعوا طريقهم واضطروا أن يلتجئوا إلى رودس ، وكانت هذه فرصة بالنسبة لبيري للتعرف أكثر على إبراهيم باشا ، وبتشجيع من الباشا إبراهيم أعاد بيري ترتيب كتابه ونسخه ثم قدمه للسلطان سنة 923 هـ.

      ونستطيع من خلال كتابه أن نتعرف على حياته إلى سنة 1526م ، وما بعد هذا التاريخ يتبين من الوثائق الرسمية للدولة أنه قد عين أميرا للسفن في البحار الجنوبية ، وعامة فقد قدم بيري خدمات عديدة للدولة العثمانية في المحيط الهندي والبحر الأحمر وبحر العرب ، وقد تقدمت به السن وهو مازال يعمل بالسفن ، وبهذا تنتهي ترجمة حياة بيري ريس ، ومعظم ما ذكر عن حياته مأخوذ من مذكراته الشخصية عن تجاربه في الملاحة ، وقد كان من أعظم علماء عصره في الملاحة ، وتحدث بالإضافة إلى لغته التركية لغات عدة كاليونانية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية ، وكان يرجع إلى الأعمال التي دونت بتلك اللغات لرسم خريطته للعالم ، أما وفاته فكانت سنة 1554م عن عمر يناهز 84 عاما. (01)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- عفت إينان ، مرجع سابق.

02- أعمال بيري رايس العلمية :

02/01- خريطة العالم لسنة 919هـ/1513م :

في عام 1929 اكتشف مدير المتاحف الوطنية التركية السيد خليل أدهم خريطة ، لم تكن معروفة حتى ذلك الوقت للعالم ، وذلك خلال عملية تصنيف الملفات في أبنية القصر ، وعندما سمع أتاتورك بهذه الخارطة ، فطالب بدراستها ونشرها ، ولقد رسمت هذه الخارطة منذ مئات السنين على جلد غزال مع أشكال وكتابات ملونة ومتنوعة ، ويعود تاريخ رسم الخريطة لسنة 1513م ، أي بعد سنوات قليلة من اكتشاف الأوربيين عن طريق كولومبوس لأراضي أمريكا الوسطى ، ويبدو أن بيري رئيس كان مطلّعا على كثير من تفاصيل الكشوف البحرية الأيبيرية ، بشكل يجعلنا نعتقد أنه قد اطّلع على كثير من تفاصيل رحلة كولومبوس ، وأيضا على مدونات البحارة البرتغاليين والإسبان ، ما كون لديه فكرة جيدة عما يوجد في الجانب المكتشف حديثا من العالم ، أو محتمل أن بعض السفن العثمانية قد وصلت بدورها هناك في حملات استطلاعية ، وتم تكوين هذه الفكرة الشاملة عن العالم الجديد ، ومن الواضح أن بيري رئيس لم يزر أبدا أمريكا ، والسفن العثمانية لم تذهب مطلقا لتلك الأماكن للأسباب التالية :

- الملاحظات التي كتبها على خريطته هذه ، كانت اعتمادا على خبرته في المتوسط كبحار ذائع الصيت ، وعلى خرائط ومعلومات الإسبان والبرتغاليين ، ( رغم الإشارة الواضحة في تعليقه رقم 05 إلى أن كولومبس ، اعتمد على معلومات مكتوبة عن وجود أرض في نهاية المحيط الأطلسي ، من خلال قوله : " يوجد كتاب سقط فى أيدى المذكور " كولمبو " ، مذكور فيه أنه فى نهاية البحر الغربى ( الأطلسى ) ، وعلى جانبه الغربى توجد سواحل وجزر ، وكل أنواع المعادن والأحجار الكريمة أيضا " ، وهذا ما يحيلنا على المراجع العربية التي تحدثت عن وجود هذه الأرض في نهاية " بحر الظلمات " [ رحلة المغرر بهم ].

- في سنة 1513م  كان الأسطول العثماني غير مكتمل بعد ، ومازال ينشط فقط في شرق المتوسط ، ولم تبلغ البحرية العثمانية أوجها إلا أيام الأخوين عروج وخير الدين بربروس ، وبعد دخول مملكتي الجزائر وتونس في حظيرة الدولة العثمانية ، وسيطرتها على الحوض الغربي للمتوسطّ ، وبعد وصولها لليمن والبحر الأحمر وطرد البرتغاليين ، وهذا الأمر لم يتم إلا بعد سنة 1550.

- بيري رئيس نفسه لم يشر لحملات بحرية عثمانية أو إسلامية في خريطته وحتى في كتابه " البحرية " ، فقط يوجد نقل لما رآه الإسبان أو البرتغاليين. (01)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- فيصل الكندري ، الملاح والجغرافي بيري ريس ، سلسلة رسائل جغرافية ، ط 01 ، الجمعية الجغرافية الكويتية ، الكويت ، شعبان 1420هـ / 1999م ، ص 13 - 17. (نقلا بتصرف)



- من المستبعد أن بيري رئيس قد رسم الخريطة وفقا لما شاهده شخصيا ، لكن الدقة في الرسم والملاحظات تدل على تقدم ملحوظ عند العثمانيين في الملاحة ورسم الخرائط (خطوط الطول) ، وأن يتم رسم خريطة للسواحل الأمريكية الجنوبية الشرقية بهذه البراعة بعد عقد فقط من الزمن من اكتشافها ، وحتى للجزء الغربي للقارة القطبية الجنوبية قبل ثلاثة قرون من اكتشافها ، هو فعلا أمر يدعو للإعجاب ، لأن الزمن لم يكن كزماننا من سهولة نقل المعلومات وتبادل الخرائط ، خصوصا وأنه عصر حروب دينية وصراعات صفرية ، فما قام به بيري رئيس هو أمر مماثل لأن يقوم عالم مسلم بتصميم وصناعة صاروخ كامل ، مباشرة بعد ظهور فكرة الروسي قسطنطين تشايكوفسكي عن الصواريخ ، وقبل نجاح الألماني فرنر رفون براون في تصنيعها.

- ما يدل على التقدم في رسم الخرائط وأنه لم يكن عملا معزولا أو خارقا ، هو وجود خارطة أخرى مذهلة للعالم ويظهر بها القطب الجنوبي كاملا ، ولكن دقتها أقل ، وخريطة الدنيا (أو العالم ) هذه رسمت فى عهد الدولة العثمانية بعد خريطة الرئيس بيرى بقليل ، في أواخر القرن السادس عشر على يد البحار العثماني المجري الأصل علي مكار رئيس Ali maccar reis*.

- فعلا خريطة الرئيس بيري تبدو دقيقة بشكا مذهل وغريب ، إذا علمنا بأنهلم يكن هنالك تبادل علمي بين الإسبان والمسلمين في هذا الزمن ، ويكفي النظر فقط للوصف الذي يطلقه عليهم بيري رئيس وغيره من المسلمين في وقته ، وهو " الكفار " و " بحار كافر من جنوا اسمه كولومبو ". (01)















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* علي مكار رئيس  Ali maccar reis هو بحار العثماني مجري الأصل ، وله خريطة للعالم موجودة على الموقعين التاليين :     . [http://img155.imageshack.us/img155/6475/04alimacarreisjy3.jpg]
                                                                                                       [
http://vb.altareekh.com/t45103]

01- فيصل الكندري ، مرجع سابق.



02/02- ترجمة التعليقات على خريطة بيري ريس لسنة 1513 :



     الخريطة عليها تعليقات الريس بيرى نفسه ، وهذه التعليقات مهمة جدا للمؤرخين وعموم الباحثين ، لاحتوائها على إشارات للعالم الجديد (الأمريكتين) ، وهذا يبين معرفة بعض من الساسة ورياس البحر العثمانيين بوجودهما ، في نفس مرحلة كشوف كريستوف كولومبس ، أما التعليقات فقد كتبت باللغة العثمانية ، وقامت بترجمتها إلى الإنجليزية الدكتورة التركية " عفت إينان " ، وبدأ المترجم ترجمته بهذه العبارة :

> اتهم المستشرق البريطاني " برنارد لويس " المسلمين في كتابه " ما الخطأ الذي حدث ؟ " ، بالإهمال والتقصير وعدم الاهتمام بعلوم أجدادهم ، وكيف أن مستشرقا ألمانيا هو الذي اكتشف الخريطة وليسوا هم <

01- هناك نوع من الصبغ الأحمر يدعى (فاكامى) ، لن تلاحظ وجوده فى البداية لأنه على مسافة ........ ، وتحتوى الجبال على خامات غنية ، ........... ، يوجد بعض الخراف لها صوف حريرى.

02- هذه البلاد مسكونة وجميع السكان يمشون وهم عراة.

03- هذه المنطقة تعرف باسم ولاية أنتيليا ، وهى تقع فى الجانب الذى تغرب فيه الشمس ، يقولون بأن هناك أربعة أنواع من الببغاوات ( أحمر وأبيض وأخضر وأسود ) ، الناس هناك يأكلون لحم الببغاوات ويصنعون غطاء رأسهم من ريش الببغاوات ، يوجد حجر هنا يشبه الحجر الأسود ، الناس يستخدمونه بدلا من الفأس ، هذا صعب جداً .........غير واضح ......... رأى تلك الحجارة.

04- هذه الخريطة رسمت بيد بيرى بن حاجى محمد المعروف بابن أخ كمال الريس ، بغاليبولى فى شهر محرم سنة 919 هـ ( ما بين 09 مارس و 14 أفريل 1513م ).

05- هذا الجزء يوضح كيف تم اكتشاف هذه الجزر والشواطئ.

06- هذه السواحل تسمى شواطىء أنتيليا ، وتم اكتشافها فى عام 896 هـ ، ولكن مكتوب أنه يوجد كافر من جنوة اسمه " كولومبو " هو من اكتشف هذه الأماكن ، فعلى سبيل المثال يوجد كتاب سقط فى أيدى المذكور " كولومبو " مذكور فيه أنه فى نهاية البحر الغربى ( الأطلسى ) وعلى جانبه الغربى ، توجد سواحل وجزر وكل أنواع المعادن والأحجار الكريمة أيضا. (01)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- محمود حافظ ( من المنصورة بمصر) ، الترجمة  العربية لخريطة الريس بيري ، منتدى التاريخ ، من الموقعين :                                                                                     .                                                                                                                  [www.altareekh.com/vb]

                                                              [http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=9588]



     والمذكور أعلاه " كولمبو " بعد أن درس هذا الكتاب كلياً ، وضح هذه الأمور لكل واحد من عظماء جنوة ، وقال : " هيا ، أعطونى سفينتين كى أذهب وأكتشف هذه الأماكن " ، فقالوا : " يارجل ، هل يوجد نهاية للبحر الغربى ! إنه بحر مليء بالظلمات " ، فرأى المذكور " كولمبو " أنه لن يستطيع أن يأخذ المساعدة من الجنويين ، فأسرع ذاهباً الى ملك إسبانيا وحكى له حكايته بالتفصيل ، فأجابه مثل ما أجابه الجنوي ، وباختصار " كولمبو " ظل يلتمس دعم الملك لمدة كبيرة ، وفى النهاية أعطاه ملك إسبانيا سفينتين وكانتا مجهزتين تماماً ، وقال : " كولمبو ، إذا كان الأمر كما قلت سوف أجعلك قابودان هذه البلاد " ، وكان كمال الريس عنده عبد إسبانى ، فقال له هذا العبد " لقد ذهبت لهذه الأرض مع كولومبو ثلاث مرات ، أولا ، وصلنا مضيق جبل طارق ، ومن هناك ذهبنا جنوباً فى خط مستقيم ، ثم غربا بين الاثنان ...... غير واضح .....
      وبعد أن تقدمنا مباشرة مسافة 4000 ميل ، رأينا جزيرة تواجهنا ، وبشكل تدريجى لم يعد البحر يزبد بسبب الأمواج ، وصار هادئا ، والنجم القطبي حيث البحارة ينظرون لبوصلاتهم ، وظلوا يرددون " النجم ، النجم " ، وبشكل تدريجى حجب النجم القطبى وأصبح مختفيا ، ويقال أيضاً أن النجوم فى هذه المنطقة غير مرتبة بنفس الطريقة ، فهنا قد رأيناها فى ترتيب مختلف ، ثم رسوا على الجزيرة التي رأوها أثناء إبحارهم ، وجاء سكان الجزيرة وأطلقوا عليهم السهام ، ولم يسمحوا لهم بالهبوط وطلبوا منهم معلومات ، الرجال والنساء يضربون بالسهام ، أنصال هذه السهام مصنوعة من عظم السمك.

      كان السكان بالكامل عراة وكانوا أيضا ..... غير واضح ........ ، ورأوا (الإسبان) أنهم لن يستطيعوا الهبوط على الجزيرة فعبروا للجانب الآخر منها ، ورأوا قارباً وعند رؤيتهم هرب الناس فى داخله وأسرعوا خارجاً على الأرض ، فأخذ الإسبان القارب ورأوا داخله لحم إنسـان ، وحدث أنه يوجد أُناس يذهبون من جزيرة لجزيرة يتعقبون الرجال ويأكلوهم.

      قالوا أن " كولمبو " رأى جزيرة أخرى ، واقتربوا منها ورأوا على هذه الجزيرة أفاعى كبيرة جداً ، فتجنبوا الهبوط عليها وظلوا هناك 17 يوما ، وسكان هذه الجزيرة رأوا أنه لا يوجد خطر عليهم من ذلك القارب ، فاصطادوا سمكاً وأعطوه لهم فى قاربهم الصغير (فيليكا) ، وهؤلاء الإسبان كانوا يُعامَلون معاملة كريمة ، وأعطوهم خرز زجاجية ، ويبدو أن " كولمبو " قرأ فى هذا الكتاب أن الخرز الزجاجية لها قيمة عظيمة فى تلك الأراضى ، وبرؤيتهم لهذه الخرز أعطوهم سمكاً أكثر ، وهؤلاء الإسبان دائما يعطوهم الخرز الزجاجية ، وفى يوم ما رأوا قطعة ذهبية حول معصم امرأة ، فأخذوا الذهب وأعطوها خرز ، وقالوا لهم : " إذا أعطيتمونا ذهبا أكثر ، أعطيناكم خرزا أكثر " ، فذهبوا وأعطوهم ذهبا كثيرا ، ويبدوا أنه يوجد فى جبالهم مناجم للذهب. (01)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- محمود حافظ ( من المنصورة بمصر) ، نفس المرجع.



      وفى يوم ما رأوا لآلئ فى يد شخص ما ، فعندما رأوا ذلك أعطوه مزيدا من الخرز ، فأعطوهم مزيدا من اللآليء ، وتوجد على شواطئ هذه الجزيرة فى بقعة واحدة عميقة أو اثنتين ، وحمّلوا سفنهم بأشجار كثيرة وأخذوا اثنين من المواطنين معهم ، وأخذوهم معهم فى تلك السنة الى ملك إسبانيا ، ولكن المذكور " كولمبو " لم يكن يعرف لغة هؤلاء الناس ، فكان يتعامل معهم بالإشارات ، وبعد هذه الرحلة أرسل ملك إسبانيا قسيسين وشعيرا ، فعلم الناس كيف يبذرون ويحصدون وحولهم الى دينه ، ولم يكن لهم دين من أى نوع ، وكانوا يمشون عراة ويجلسون مثل الحيوانات ، والآن أصبحت هذه البلاد مفتوحة للجميع وأصبحت مشهورة ، والأسماء التى أُطلقت على الجزر والشواطئ فى تلك الأراضى أُعطيت من قبل " كولمبو " ، لأن هذه الأماكن عرفت بواسطتهم ، وأيضاً كان " كولمبو " فلكيا عظيما ، والسواحل والجزر فى هذه الخريطة أُخذت من خريطة " كولمبو ".

06- يوضح هذا القسم على أى طريقة رسمت هذه الخريطة ، فى هذا القرن لا يوجد مثل هذه الخريطة فى حوزة أحد ، ويد العبد الفقير هى التى رسمت هذه الخريطة ، وهى الآن منتهية ومرسومة من حوالى عشرين مخططا ، وهذه مخطوطات رسمت فى زمان الإسكندر ذو القرنين ، والتى توضح الربع المسكون فى العالم ، والعرب يسموا هذه المخطوطات " جعفرية " ، فمن ثمان " جعفريات " من هذا النوع ومن خريطة عربية للهند ، ومن خرائط لأربع برتغاليين توضح بلاد الهند والصين بشكل هندسى ، وأيضا من الخريطة التى رسمت بواسطة " كولمبو " للمنطقة الغربية ، وبتحويل كل هذه الخرائط بمقياس واحد صار إلينا هذه الشكل ، لذلك فتلك الخريطة الحالية للبحار السبعة صحيحة وموثقة ، مثل صحة الخرائط المرسومة لبلادنا (تركيا) من قبل البحارة.

07- على علاقة بالكفار البرتغاليين الذين هم فى هذه المنطقة ليلا ونهاراً ، فى أقل فترة ساعتين وفى أطول فترة 22 ساعة ، ولكن النهار دافئ جداً والليل به ندى كثير.

08- فى الطريق لولاية الهند صادفت سفينة برتغالية ريح مضادة من الشاطئ ، والريح من الشاطئ …. غير واضح ….. هى ( السفينة ) …. وبعد أن قادتهم الريح جنوباً رأوا ساحلا أمامهم فتقدموا نحوه … غير واضح … ، فرأوا أن هذه الأماكن مراسى جيدة ، فرموا المرساة وتقدموا نحو الشاطئ بالقوارب ، ورأوا أُناسا يمشون وكلهم عراة ، ولكنهم بدأوا يطلقون عليهم السهام ، وأنصالهم كانت مصنوعة من عظم السمك ، ومكثوا هناك ثمانية أيام وكانوا يتعاملون مع الناس بالإشارات ، وهذه السفينة رأت هذه الأراضى فكتبوا عنهم الكثير .... ، وهذه السفينة المذكورة بدلا من الذهاب للهند عادوا للبرتغال ، وهناك بعد أن وصلوا أعطوهم معلومات ووصفوا الأراضى بالتفصيل … لقد اكتشفوها. (01)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- محمود حافظ ( من المنصورة بمصر) ، نفس المرجع.



09- فى هذه البلاد يبدو بأن هناك وحوش بيضاء الشعر بهذا الشكل ، وثيران لها ستة قرون ... الكفار البرتغاليين كتبوه فى خرائطهم.

10- هذه البلد خالية ، كل شيء فيها خراب ، ويقال أن أفاعى كبيرة وجدت هنا ، ولهذا السبب الكفار البرتغاليين لم ينزلوا على هذه الشواطئ ، ويقال أنها حارة جداً.

11- وهذه الأربع سفن هى سفن برتغالية ، وشكلهم مكتوب فى الأسفل ، سافروا من الأرض الغربية إلى منطقة إثيوبيا ( الحبشة ) لكى يصلوا للهند ، يقولون نحو (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) ، والمسافة عبر هذا الخليج هى 4200 ميل.

12- …….. على هذا الشاطئ برج.

      ……….... على أية حال.

      ……....... فى هذا المناخ ذهب.

      ………... أخذ حبل.

      ……...... يقال بأنهم قاسوا.

- ملحوظة : حقيقة أن نصف هذا الكلام مفقود ، هو الدليل بأن هذه الخريطة قطعت نصفين.

13- سفينة من جنوا قادمة من الفلاندرز (؟؟؟؟) انحبست فى عاصفة ، ودفعت بواسطة العاصفة إلى هذه الجزر ، وبهذه الطريقة أصبحت هذه الجزر معروفة.

14- يقال بأنه يوجد كاهن فى الأزمان القديمة اسمه سانفو لرندان ( سانتو براندان ) سافر فى البحار السبعة ، ولذا يقولون أن المذكور أعلاه هبط على هذه السمكة معتقدا بأنها اليابسة ، وعندما أشعل النار بدأ ظهرها بالاحتراق فألقت بنفسها فى الماء ، فصعدوا ثانية إلى قواربهم وركبوا سفنهم ، وهذه الحادثة لم تذكر بواسطة الكفار البرتغاليين ، ولكنها مأخوذة من (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) القديمة.

15- هذه الجزر الصغيرة أعطوها اسم " أونديزى فيرجينى " أو بمعنى آخر " العذارى الأحد عشر ".

16- وهذه الجزيرة تسمى جزيرة " أنتيليا " ، ويوجد بها الكثير من الوحوش والببغاوات والأشجار ، وهى غير مسكونة. (01)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- محمود حافظ ( من المنصورة بمصر) ، نفس المرجع.



17- هذه السفينة انقادت إلى هذه الأراضى عن طريق عاصفة ، وبقيت فى مكان ما معطوبة ، وكان اسمها " نيقولا دى جيوفاني " المكتوب فى خريطته أن هذه الأنهار التى يمكن رؤيتها ، لها الجزء الأكبر من الذهب ، وعندما يذهب الماء يقومون بتجميع الذهب الكثير من الرمل ، وعلى خريطتهم ..... .

18- هذه هى السفينة من البرتغال ووقعت فى عاصفة وجاءت لهذه الأرض ( التفاصيل مكتوبة على حافة الخريطة ). [ راجع الجزء الثامن 08 ]

19- الكفار البرتغاليون لا يذهبون غرباً من هنا ، وكل هذا الجزء ينتمى للأسبان ، ولقد قاموا باتفاقية بأن ألفي ميل من الجانب الغربى لجبل طارق يجب أن يؤخذ كحد فاصل ، ولذا لا يعبر البرتغاليون هذا الجانب ، لكن الجانب الهندى والجنوبى ينتمى للبرتغاليين.

20- هذه السفينة أصابتها عاصفة قادتها لهذه الجزيرة ، وكان اسمها " نيقولا جيوفاني " ، وعلى هذه الجزيرة ثيران كثيرة لها قرن واحد ، لهذا السبب أطلقوا على هذه الجزيرة اسم جزيرة الثيران.

21- قبطان هذه السفينة اسمه " ميسير أنتون " من جنوة ، ولكنه ترعرع فى البرتغال ، ويوما ما صادف المذكور أعلاه عاصفة قادته إلى هذه الجزيرة ، فوجد فيها زنجبيلا كثيرا وكتب عنها.

22- هذا البحر يسمى البحر الغربى ، ولكن البحارة الفرنجة يسمونه (؟؟؟؟؟؟؟) الذى يعنى بحر اسبانيا ، وحتى الآن هو يعرف بهذه الأسماء ، لكن " كولمبو " الذى فتح هذا البحر وجعل هذه الجزر معروفة ، وكذلك البرتغاليين الكفار الذين فتحوا منطقة الهند ، اتفقوا سويةً على إطلاق اسم جديد لهذا البحر ، أعطوه اسم " أوسينو " ، وقبل ذلك كان يعتقد أن هذا البحر ليس له نهاية والجانب الآخر له كان الظلام ، والآن رأوا أن فى نهايته ساحل لأنه مثل البحيرة وسموه " أوسينو ".

23- فى هذه البقعة يوجد ثيران بقرن واحد ، ويجد أيضا وحوش بهذا الشكل.

24- تلك الوحوش طولها سبعة أشبار ، وتوجد مسافة شبر واحد بين أعينهم ولكنها غير مؤذية. (01)









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- محمود حافظ ( من المنصورة بمصر) ، نفس المرجع.





02/03- خريطة العالم لسنة 935هـ/1525م :

     وضع بيري ريس آخر انجازاته في سنة 935هـ/1528م ، وهي عبارة عن خريطة للعالم ، بعد أربعة عشر سنة من وضع خريطته الأولى ، ورسمها أيضا في غاليبولي ، ولكنها وصلتنا ناقصة وموجود منها السدس فقط ، في مكتبة متحف توبكابي (خزينة 1824) ، وهي تغطي الأجزاء الشمالية الغربية من المحيط الاطلسي ، ويمكننا مشاهدة غرينلاند والعالم الجديد أي شمال ووسط امريكا ، وتبدو فلوريدا واضحة كذلك ، وهي خريطة ملونة وتحمل توقيع بيري ريس ، وعليها رسم لساحلين من جهة الجنوب لغرينلاند ، وسمى الشمالي بقالا baccalao والجنوبي تره نيووه Terre nova ، وذكر بأنه تم اكتشافها من قبل البرتغاليين ، وإلى الجنوب تظهر شبه جزيرة فلوريدا واضحة ، وسماها سان جوان باتستو San Juan Batisto ، وهو الاسم الذي أعطي لبورتوريكو في الخريطة السابقة لـ 1513م ، أما الملاحظات التي دونها بيري ريس في هذه الخريطة فهي مختصرة مقارنة بالسابقة ، والفترة بين وضع الخريطتين لا يزال يكتنفها الغموض من حياة بيري ريس. (01)





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- فيصل الكندري* ، الملاح والجغرافي بيري ريس ، سلسلة رسائل جغرافية ، ط 01 ، الجمعية الجغرافية الكويتية ، الكويت ، شعبان 1420هـ / 1999م ، ص 24 - 25.

* هو أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في قسم التاريخ  بجامعة الكويت ، وقدشغل منصب العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الآداب بجامعة الكويت 2011/2012 ، وهو عضو في اتحاد المؤرخين العرب ، وأمين سر جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي (تأسست بجدة في مساء يوم الخميس 18/4/1429هـ ، الموافق 24/4/2008م ، ومن أهم كتاباته نذكر : - أهمية وثائق الوقف الكويتية (مقال)./- اليهود في الكويت ، مقال بجريدة القبس 10 ديسمبر 2011./- البحث الرابع لندوة « الخليج العربي في تاريخ ابن لعبون » ، واستعرض فيه ما ذكره ابن لعبون عن تاريخ الأحساء والبصرة وعمان والبحرين والكويت ، من حيث أهم ما جرى بها من أحداث وعلاقتها بالدول المجاورة ، وأقامت « مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي » في الكويت بالتعاون مع « دار ابن لعبون » في الرياض ، ندوة تاريخية عامة بعنوان « تاريخ الشيخ حمد بن محمد لعبون » وذلك على مسرح « مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي » في مدينة الكويت ، لمدة يومين خلال الفترة 27-28 ربيع الأول 1430هـ الموافق 24-25 مارس 2009م./- الحملة العثمانية على الأحساء عام 1288هـ - 1871م من خلال الوثائق العثمانية ، مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ، الكويت ، 2003م. (كتاب)./ - وثيقة كنيبهاوزن الهولندي حول حكم مبارك بن صباح للكويت ، القبس ، 03 فيفري 2012. / وهو رد على ما نشرته الدكتورة ميمونة خليفة العذبي الصباح رئيسة جمعية التاريخ الكويتية في جريدة القبس ، وعلى مدى حلقتين يومي 16 نوفمبر (ص47) و 17 نوفمبر 2011 (ص43) ، وتناولت فيهما رأيها حول تأسيس الكويت ، الذي لا يزال الى يومنا هذا يكتنفه الكثير من الغموض بسبب قلة الكتابات التاريخية التي تناولته.





02/04- كتاب " البحرية "* لبيري ريس :



     في أواخر القرن 18م وذات يوم من العام (1203هـ / 1789م) ، أي في بداية عهد السلطان سليم الثالث ، وقعت في يد المستشرق ديتس (Dieiz) مخطوطة أنيقة ، بها خرائط بالألوان ورسومات مسلية ، وهي من مملوكات سلاطين آل عثمان ، ثم انتقلت بمرور الزمن إلى الحرملك لتسلية الحريم ، لأن خارطاتها قد تم تصويرها بمهارة فائقة وفي ألوان متعددة ، ولما انتهت المخطوطة التي لــم تكن إلا كتاب " البحرية " لبيري ريس إلى يد ديتس  ، لم يكن في صورته الكاملة ، بل على شكل خرائط منفردة ومنزوعة ، فضلا عن أنه لم يكن معروفا له لا اسم المؤلف ولا شكل المصنف العام ، ورغما عن ذلك فإن مقال ديتس الذي حلل فيه المصنف بشكل عام يمثل أهمية بالنسبة لعصره ، ويلقي الضوء على دور الأتراك في ميدان الكارتوغرافيا (رسم الخرائط) ، وهو أمر كانت المعرفة به ضئيلة آنذاك.

     وهكذا عرفت أوروبا كتاب بحرية في القرن التاسع عشر، فأعاد تصحيح بعض القناعات حول تطور الكارتوغرافيا ، والإسهام العثماني في هذا المجال ، غير أن الكتاب احتاج لمائة عام أخرى حتى يخرج من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات ، فلقد نشر متن كتاب البحرية لأول مرة على يد الألماني بول كاله Paul Kale** في عام 1926م ، مع ترجمة ألمانية مزودة بالتعليقات ، وذلك لـ 28 فصلا منه ، أي ما يعادل ربع الكتاب تقريبا ، ثم توقف الطبع عند هذا ، واحتاج لـ 10 أعوام حتى نشرته الجمعية التاريخية التركية عام 1935م ، وأرفقت معه صورة لخريطة العالم لبيري ريس في عام 919هـ / 1513م. (01)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* بيري رئيس ، كتاب البحرية ، المصدر كاملا محمل من الموقع الإلكتروني :     

                           [http://art.thewalters.org/detail/19195/book-on-navigation/]

وهذا الكتاب من أهم محفوظات مخطوطات متحف والتر برقم W.658 ، ويعتبر فخر الملاحة الإسلامية ، وموجود على الروابط التالية :                                                [http://wadod.org/vb/showthread.php?t=3131]
                                                             [http://www.wadod.org/uber/uploads/W.658.r090q050.rar]

** بول كاله Paul E. Kahle‏ (1875 - 1946م) ، هو مستشرق ألماني اختص بتحقيق النص العبري للكتاب المقدس ، ولد في بروسيا الشرقية وتلقى تعليمه في ماربورغ ، ثم هاجر إلى إنكلترا في ربيع 1939م مع عائلته ، وهناك عينه السير ألفرد تشيستر بيتي بمكتبته كي يقوم بفهرسة مجموعة مخطوطاته مقابل مرتب ، ومن أهم مؤلفاته " جنيزة القاهرة " The Cairo Geniza ، وهي سلسلة محاضرات قدمها في الأكاديمية البريطانية سنة 1941م. / - نقلا عن : - عبد الرحمن بديوي،  موسوعة المستشرقين/ كاله ، موسوعة شبكة المعرفة الريفية.

01- محمد إلهامي ، جولة في كتاب " بحرية " للجغرافي العثماني بيري ريس ، ، المركز العربي للدراسات والأبحاث ، القاهرة ، 22/08/2011 ، نقلا عن موقع المركز :

                                                     [www.arabicenter.net/ar/news.php?action=view...En cache -]

     ويحكي المستشرق الروسي كراتشكوفسكي قصة تأليف الكتاب بلهجة مثيرة : " يحيط بالتاريخ الأدبي للمصنف الأول تعقيد شديد ، لا يقتصر سببه في أنه وجدت للكتاب مسودتان كما اتضح ، بل لأن المؤلف نفسه قد أحاط ببعض الغموض ، فهو يذكر أن الدافع إلى تأليف الأطلس كان مناسبة اعتلاء السلطان سليمان للعرش ، عندما حاول أهل كل مهنة أن يقدموا إليه هدية من مجال فنهم ، لهذا فقد بدأ المؤلف عمله ابتداء من ديسمبر 1520م ، ورفع الأطلس كاملا إلى السلطان سليمان في عام 930هـ / 1523م ، غير أنه يبدو من أقسام معينة في المقدمة أن بيري ريس ، قد بدأ عمله في الأطلس قبل ذلك بمدة طويلة ، أي في عهد السلطان سليم وكان يريد رفعه إليه ، ولكن لما وافته منيته رفعه إلى السلطان سليمان القانوني " ، على أن الأمر لا يحتاج لإثارة الغموض ، فالواقع أن بيري ريس نفسه ذكر في كتاب البحرية ، أنه أعاد الكتاب مرتين.

    ففي المرة الأولى خرج الكتاب في عهد السلطان سليم ، عندما قاد موجة كبيرة من التوسع للدولة العثمانية ، وفي المرة الثانية خاطبه الصدر الأعظم إبراهيم باشا قائلا : " أنت إنسان تعلم كل شيء عن البحر ، وهذا موجود في جوفك ، فأخرجه إلى النور ليبقى خالد إلى يوم القيامة ، ورتب الكتاب بصورة جيدة لينتفع منها كل إنسان ، وأنجز ذلك بأسرع وقت لأقدمه إلى السلطان (سليمان) " ، فأعاد بيري ترتيب الكتاب الذي كانت نسخته الأولى في عام 923هـ ، ونسخه مرة أخرى ثم قدمه للسلطان سليمان القانوني بوساطة إبراهيم باشا عام (931-932هـ / 1526-1527م) ، وبهذا أضيفت للكتاب خبرة سنين إضافية ، وخرج في نسخته الثانية أفضل وأغزر مادة بكثير منه في نسخته الأولى.

    والكتاب في نسخته الأولى موجود في تركيا في قصر توبكابي ، ومكتبات نورووسمني والسليمانية في اسطنبول ، وبمكتبة جامعة بولونيا وبالمكتبة الوطنية في فيينا ، وفي ألمانيا بمكتبة الدولة في درسدن ، وفي فرنسا بالمكتبة الوطنية في باريس ، وفي المتحف البريطاني في لندن ، ومكتبة بودليايان في أكسفورد ، ومتحف والترز للفنون في بالتيمور ، وأما النسخة الثانية الموسعة من الكتاب ، فثمة نسخة في قصر توبكابي ، وفي مكتبة فاضل أحمد باشا كوبريل زاد ومكتبة السليمانية ، والمكتبة الوطنية في فرنسا ، كما توجد مخطوطة أخرى في الكويت ضمن مجموعة الصباح. (01)









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



01- محمد إلهامي ، مرجع سابق.

      ويعتبر هذا المؤلف عمدة الآثار المكتوبة لبيري ريس ، وبدأ بمقدمة شعرية طويلة ، ثم جاء متن الكتاب على نهج بسيط ، ويبدأ أولاً بوضع الخريطة للمنطقة ، ثم ينطلق في وصف الخريطة ، وقد بدأ الكتاب من غاليبولي ثم استمر يزحف جغرافيا عبر ساحل البحر المتوسط ، وقد كتب بيري ريس المقدمة الشعرية للكتاب بأسلوب تركي سهل وبسيط ، وقسمها إلى خمسين فصلا ، بمعدل 15 بيتا في الصفحة ، وتدور هذه الأقسام حول فكرتين أساسيتين ، فالأقسام الأولى الثمانية عن تاريخ المخطوط والمهارات التي يحتاج إليها الملاحون ، كالخبرة والاستعداد الفطري في هذه المهنة ، والمشكلات الملاحية والمعرفة بالجغرافيا الملاحية ، ومقدمة في استخدام البوصلة والإسطرلاب والخرائط ، وعرض موجز عن تاريخ البحار وعرض لبعضها مثل منابع النيل وزنجبار ، وبحر عدن والمحيط الهندي وبحر الصين والمحيط الأطلنطي.



    أما الأقسام الخمسة عشر الباقية فيتحدث فيها عن الاكتشافات الأوروبية الحديثة في القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي ، حتى وصولهم إلى جنوب إفريقيا واكتشافهم لطريق رأس الرجاء الصالح ، ثم توغلهم شرقا ومرورهم بمناطق المسلمين حتى وصلوا إلى غرب الهند ، كما أخذوا يهددون المناطق الإسلامية المقدسة ، وأوضح في مقدمته الشعرية بأن البرتغاليين تقدموا أكثر باتجاه الشرق حتى وصلوا إلى مضيق ملقا ، وأهم ما في هذه المقدمة أنه وصف الطريق الذي كان البرتغاليون يسلكونه من لشبونة إلى الهند ، وكيف أنهم تجنبوا المياه الحارة وحالات السكون على شواطئ إفريقيا الغربية ، وقدرتهم الكبيرة على تحديد مواقع سفنهم في المياه المفتوحة ، ونجاحهم في الاعتماد على حركة الرياح للوصول إلى شواطئ إفريقيا الغربية ، ومن ثم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.



      وفي القسم الثالث عشر من المقدمة وإلى آخرها أشار بيري ريس إلى جغرافية بحار العالم ، مضيفا هنا وهناك معلومات متفرقة عن آخر المعلومات التي حصل عليها من الملاحين الأوروبيين ، كما وصف حقائق جغرافية عن المحيط الهندي ، والتي كانت معروفة من قبل البحارة المسلمين ، أما عن الخليج العربي فقد أورد له فصلا كاملا ، وأشار إلى أبرز الجزر الموجودة فيه ، بل وتحدث عن صيد اللؤلؤ في المنطقة ، كما أوضح بأن البرتغاليين سيطروا على جزيرة هرمز ، واشتملت المقدمة أيضا على حياة بيري ريس ، وكيف كلفه السلطان بايزيد خان بخدمة الدولة سنة 900هـ / 1494م ، ومن بعد ذلك كتب عن أسفاره ورحلاته ، وما حققه من انتصارات منذ خروجه من منزله حتى التحاقه رسميّا بالأسطول الهمايوني ، و يتحدث هذا الكتاب عن الرحلات البحرية حتى سنة 932هـ / 1525م. (01)





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



01- محمد إلهامي ، مرجع سابق.

وهذا يشير إلى أننا بإزاء كتاب لا يتحدث عن وصف البحار فقط ، بل هو حديث علمي في الملاحة وأساليبها وأدواتها و جغرافيا البحار ، كما هو حديث سياسي تاريخي عن أثر الاكتشافات البحرية في قلب موازين المعارك والمخططات على الساحة الدولية ، وكذلك الإشارة إلى جوانب اقتصادية كما في ذكره " صيد اللؤلؤ " في خليج هرمز.

      وتنتهي المقدمة بقصيدة طويلة أشبه بخاتمة في مائة بيت ، يعرض فيها المؤلف للأسباب التي حدت به لوضع المسودة الثانية للكتاب ، وتتمثل هذه الأهداف في :

- وضع كتاب تذكاري في علم البحار والملاحة في سواحل وموانىء وجزر البحر المتوسط ، لأنه حتى هذا التاريخ لم يقم أحد بمثل هذا العمل.

- تتبع أعمال المرحوم الغازي كمال ريس وتوضيح أعمال الغازين المسلمين ، ممن كانت لهم مع الكفار مناوشات بحرية.

- وضع كتيب إرشادي للملاحين المسلمين ، وذكر سواحل الجزر المأهولة مع ذكر أعاصير ورياح كل منطقة على حدة.

      وصياغة بيري ريس هذه المقدمة العلمية الطويلة في قصيدة شعرية ، تجعله امتدادا للظاهرة العلمية الإسلامية ، التي كانت تصوغ العلوم في قالب شعري ليسهل حفظها ، وقد مس التعديل الذي أُجري في المسودة الثانية للمصنف الخرائط ، التي زيد في عددها بشكل كبير ، ففي المسودة الأولى حظي كل قسم من الأقسام المائة والثلاثين (130) بخارطته الخاصة به ، أما في النسخة الموسعة فإن عددها ارتفع إلى مائتين وعشرة خارطة (210) ، بخلاف خرائط أخرى مستقلة ، ثم يختم بيري ريس كتابه بخاتمة شعرية أخرى ، تقع في 92 بيتا يصرح فيها بحبه للبحر وسعادته بجولاته فيه. (01)























ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



01- محمد إلهامي ، مرجع سابق.



03- حملة بيري ريس على الخليج العربي - الفارسي :



أ- الحملة على العراق :



      تعتبر الحملة العثمانية على العراق حملة فرضتها ظروف اقتصادية وعسكرية ، حيث أن تجربة البحر الأحمر جعلت العثمانيون يقدرون مدى أهمية التوجه نحو البصرة ، كما يعتبر فتح العراق خاصة شرق الهلال الخصيب ، إلى جانب فتح الشام ومصر سابقاً ، حدثاً منطقياً من الناحية السياسية ، إذ أن التحكم في طريق الحرير من تبريز إلى أرضروم ومنها إلى بورصة ، وبجانبه طريق تجارة التوابل ، ابتداء من البصرة باتجاه بغداد ثم حلب ، يعتبر دعامة مهمة للاقتصاد العثماني.



     وانتزع العثمانيون بقيادة السلطان سليمان القانوني ، بغداد من الفرس سنة 945 هـ / 1534 م ، ما جعل حاكم البصرة راشد بن مغامس يعلن ولائه لهم ، ووافق السلطان وعينه والياً عثمانياً عليها ، كما أعلن أمراء وشيوخ الجزر على شط العرب ، دخولهم تحت حكم الدولة العثمانية ، واستقبل السلطان وفوداً من البحرين والقطيف مع رسائل ترحيب بالعثمانيين ، ورغبتهم في التعاون معاً للتصدي للبرتغاليين.



     وأدى اقتراب السلطان من الخليج العربي لقلق الإمارات السابقة بشأن مستقبلها ، غير أن حاجتها لقائد ينهي العداوة فيما بينها ، مع حاجتهم لقوة رادعة تقف في وجه البرتغاليين ، جعلهم يقبلون السلطة العثمانية ، وأمر السلطان بإعداد أسطول عثماني لمواجهة البرتغاليين الذين تزايد خطرهم في البحار العربية ، ثم عين حاكم ديار بكر سليمان باشا الطويل والياً على بغداد ، وأبقى فيها حامية من 1000 جندي مزودين بالأسلحة ومعهم 1000 فارس ، وهيأ لهم تموينا كافيا للدفاع عنها في حالة تعرضها لهجوم فارسي.



      ثم قسم العثمانيون العراق لأربع ولايات : بغداد بثمانية عشر سنجقاً ، والموصل بستة سناجق ، وشهرزور بواحد وعشرين سنجقاً ، والبصرة لم يكن بها سناجق ، ولكن إجراءات العثمانيين في تثبيت سلطانهم عليها ، والتحكم بشبكة الطرق التجارية ، دفع أسرة راشد بن مغامس إلى الثورة  ، فأصدر السلطان العثماني أوامره لواليه في بغداد بالتحرك إتجاه البصرة ، فتحرك بك الموصل عبر النهر وبرفقته مائة وعشرين سفينة ، كما قاد علي ذو القدير أوغلي قوة برية تجمعت في القورنة ، ولم يجد والي بغداد صعوبة في تدمير قوات حاكم المدينة عبد المحسن بن عليان،  والبالغ عددها نحو ثلاثة آلاف جندي. (01)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- نبیل عبد الحي رضوان ، جھود العثمانیین في الحد من التھدید البرتغالي للنشاط التجاري في الخلیج العربي من خلال الوثائق العثمانیة 945هـ / 1538م - 967هـ /1559 م ، قسم التاریخ والحضارة الإسلامیة بكلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة / جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ، (د.ت) ، ص 11 - 12.

                                                                                   [uqu.edu.sa/.../johod%20alothmaneen.pd... -]



      ثم دخلت القوات العثمانية البصرة في 29 رجب 953 هـ / 26 سبتمبر 1546 م ، بالرغم من نصيحة الصدر الأعظم رستم باشا بعدم فتحها لأنها خربة ولا قيمة لها ، إلا أن العثمانيين تمركزوا فيها ، وكان إيذاناً بدخول الصراع العثماني البرتغالي مرحلة حادة من الصراع الدائم ، تخلله في بعض الأحيان فترات تسعى فيها الدولة العثمانية لإقامة علاقات جيدة ، ففي 954هـ / 1547 م ، أرسل والي المدينة محمد باشا تاجراً يدعى الحاج فياض إلى الحاكم البرتغالي في هرمز ، يعرض قيام علاقات تجارية ودية ، غير أن البرتغاليين ترددوا وظل موقفهم عدوانياً فبات القتال محتوماً.

  

     وحرصت الدولة العثمانية على توطيد نفوذها في منطقتي الإحساء والقطيف ، وكان سكان القطيف قد تمردوا على الحاكم الهرمزي بمساعدة من شيخ الإحساء ، وتمكنوا من طرده من مدينتهم ، وطلبوا المساعدة من السلطات العثمانية في البصرة ، فأرسل السلطان قواته ودخلت منطقة الإحساء سنة 957 هـ / 1550 م ، وصارت القطيف سنجقاً تابعاً لبيلربكية البصرة ، وبدأت السيادة العثمانية على اليمن والبصرة والإحساء والقطيف تثير فزع البرتغاليين ، حيث تعرضت جزيرة هرمز ، أقوى القلاع البرتغالية للخطر ، كما أن هناك احتمالية خروج مدخل الخليج العربي من سيادتهم ، وكانت تقارير البحر الأحمر والخليج العربي تشير إلى أن هناك استعدادات عثمانية للسيطرة على مياه الخليج ، ففي 957 هـ / 1550 م رصد القائد البرتغالي لويس فيقورا  Luiz Figueiraبجوار راس الحد ، وانهزم أثناء مواجهته لخمس كدرقات عثمانية أربع سفن عثمانية بقيادة سفر ريس  Sefer Reis اتجهت إلى الهند ، عازمة على مواجهة البرتغاليين في البحار الجنوبية ، وبعد سيطرة العثمانيين على القطيف المدينة الساحلية والقلعة الهامة لإقليم الإحساء ، ازداد قلق البرتغاليين وخافوا من ضياع سيطرتهم على الخليج العربي ، لذلك رأوا ضرورة إيقاف العثمانيين وطردهم من المناطق الساحلية التي وصلوا إليها .



      وانتهز ألفونسو دي نورنهاAlfonso de Noronha  الحاكم البرتغالي في الهند فرصة مناشدة زعماء عرب البصرة بالتدخل ضد العثمانيين ، فعين ابن أخيه أنطونيو دي نورنها Antoia de Noronha  قائداً لقوة تتكون من 1200 رجل وسبع سفن كبيرة ، انضمت إليها قوة بحرية بقيادة شرف الدين أمير هرمز ، وتمكنت من احتلال القطيف بعد حصار دام ثمانية أيام ، ثم توجه انطونيو دي نورنها نحو البصرة ، لكنه لم يحقق شيئا لأن والي البصرة علي باشا تفادى الهجوم ، بجعل القائد البرتغالي يعتقد بأن العثمانيين والعرب قد شكلوا حلفاً ضد البرتغاليين ، الأمر الذي جعل أنطونبو دي نورنها يقرر الانسحاب من هرمز. (01)







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- نبیل عبد الحي رضوان ، مرجع سابق ، ص 13.

                                                                                              



      وعملت قيادتي القوات البرتغالية والعثمانية على ترسيخ وجودها في الخليج العربي ، حيث قامت السلطات البرتغالية في هرمز بدعم دفاعات مسقط وجلفار وغيرهما ، وكان رد الفعل العثماني على تلك الحملة البرتغالية ، أن أصدر الباب العالي أوامره إلى قبودان مصر بيرى ريس بالتوجه نحو الخليج العربي ومقاتلة البرتغاليين ، كما صدرت التعليمات لبيلر بك البصرة قباد باشا بالاستعداد وتجهيز الجنود والسفن اللازمة ، ويتضح من التعليمات الموجهة إليه بأن هرمز هي هدف الحملة ، وكانت الأوامر الموجهة لبيري ريس تنص على أنه بعد السيطرة على هرمز ، يقوم بتخريب أراضيها إذا لم يرض أهلها الدخول تحت الحكم العثماني ، وإذا صارت الأمور كما ينبغي يتجه ، بعد ذلك للبحرين ليسيطر عليها ، وبما أن المناطق المجاورة للبصرة خطرة بسبب العشائر العربية دائمة الثورة ضد العثمانيين و المحرضية من قبل البرتغاليين ، فعلى بيري ريس أن يتوجه إلى البصرة ، وأن يقضي فصل الشتاء إذا تطلب الأمر ذلك ، وبعد الانتهاء من المهمة يمكن إبقاء عشرة سفن في الخليج العربي على أن تعود بقية السفن إلى السويس ، وكان صاحب القرار في ذلك قائد الأسطول.

  

      وأبحر بيري ريس في جمادى الأولى 959 هـ / أفريل 1552 م من السويس ومعه خمسة وعشرين سفينة من نوع كدرغة وأربعة غليونات وسفينة أخرى كبيرة ، وحوالي ثمان مئة وخمسين جندي ، وعبر باب المندب ووصل إلى عدن وبعد تموينه توجه إلى ميناء شهر ، إحدى المدن التجارية الهامة بعد عدن ، وبالقرب منها تفرقت السفن العثمانية بسبب الضباب الكثيف وجنحت إحداها إلى البر ، ثم توجهت البقية نحو ميناء ظفر في الشمال ، ثم واصلت إلى رأس الحد ومنها تحركت إلى الشمال ، وبذلك دخل الأسطول العثماني خليج عمان ، وكانت اسطنبول قد استفسرت من بيلربك البصرة قباد باشا عن أخبار الأسطول العثماني ، ولأن هذا الأمر مبعوث إلى البصرة ، قام بيري ريس في أكتوبر سنة 1552 م بإرسال ابنه محمد بك إلى البصرة ومعه قرار تعيينه قبودان عليها ، وأطلع محمد بك قباد باشا على براءة التعيين وسلمه الرسالة وأخبره عن الوظيفة الممنوحة .(01)

















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- نبیل عبد الحي رضوان ، مرجع سابق ، ص 14.





ب- حصار قلعة مسقط  :



      أرسل حاكم هرمز البرتغالي الدون ألفارو دي نورنها D. Alvaro de Noronha عدة سفن تجسسية واستطلاعية ، لمعرفة أحوال الأسطول العثماني ، وتقابلت إحدى السفن التجسسية مع سفينة محمد بك ، الذي بعثه بيري ريس إلى قباد باشا ، ولكن لم تحدث مواجهة  ، واستمر بيري ريس في تقدمه حتى وصل أمام قلعة مسقط ، فحاصرها وقذفها لمدة سبعة وعشرين يوما ، ولم يكن في نية بيري ريس الاحتفاظ بهذه القلعة ، لسيطرة البرتغاليين عليها من قواعدهم في هرمز وديو وجوا ، كما أنه لم يكن لديه أعداد كافية من الجنود لإبقائهم فيها ، فاكتفى بتخريبها وتوجه إلى هرمز.



جـ- حصار هرمز :



      كان القائد البرتغالي لهرمزالدون ألفارو دي نورنها قد حصن القلعة ، ووفر تسعمائة جندي دربوا تدريبا جيدا ، كما وفر المواد الغذائية والأسلحة اللازمة لتحمل حصار طويل ، وبدأ بيري ريس حصاره لهذه المدينة بأسطوله المكون من ثمانية وعشرين سفينة وثمانمائة وخمسين جندي ، وأخذ يقصفها من البحر والبر ، حتى أحدث تلفيات في أبنية قلعتها ، و لم يفلح العثمانيون في تحقيق نتائج جيدة في هرمز بعد أن تراجع الجنود البرتغاليون إلى القلعة الداخلية ، كما لم يوافقوا على الاستسلام ، حيث استمر حصار بيري ريس للقلعة وطال أمده ، فتسرب اليأس وقل الحماس لدى الجنود العثمانيين ، وخاف بيري ريس من قيام أسطول برتغالي بالهجوم عليه أثناء الحصار ، حسب ما أشار عليه قائد القلعة البرتغالي جيان ليزباو  Jean Lizbao  والمأسور لديه ، فاضطر لرفع الحصار عن هرمز واتجه إلى جزيرة قشم ، ثم دخل الخليج العربي محملا بالغنائم حتى وصل البصرة ، منبها على البحارة الخليجيين مراقبة التحركات البرتغالية.



      وفي البصرة وصلت الأخبار عن وصول نجدة برتغالية إلى هرمز، وهذا بين مدى صواب قرار بيري ريس في تحديد وقت الانسحاب ، ومع أن حصار هرمز لم يحقق النتائج المرجوة منه  كما سبق  إلا أنه كبد التجارة البرتغالية خسائر فادحة ، بدليل أن الأسطول التجاري البرتغالي المكون من ست سفن ، انطلق من لشبونة إلى ديو سنة 960 هـ / 1552 م ولم يبلغ هرمز كالمعتاد ، إلا بعد أن علموا بفشل الأسطول العثماني فيها ، ومن هنا انتعشت الحركة التجارية من جديد لدى البرتغاليين. (01)





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- نبیل عبد الحي رضوان ، مرجع سابق ، ص 15.





     وعاد جيان ليزباو الأسير البرتغالي لتحذير بيري ريس ، من صعوبة عودة الأسطول العثماني إلى السويس في حالة إغلاق البرتغاليين مضيق هرمز ، لذلك أسرع بمقابلة بيلر بك البصرة قباد باشا ، وعاد بصحبة ثلاث سفن إلى السويس ، وفي الطريق اصطدمت احدى سفنه بالصخور وتفككت ، وتوجه بالسفينتين الباقيتين إلى مصر ، وهناك أعدم بعد أن وجهت إليه تهمة الفشل في تحقيق أهداف العثمانيين في الخليج العربي ، وذلك حسب التقارير التي بعثها كل من والي مصر داود باشا ، وبيلر بك البصرة قباد باشا ، الذي كان له دور فعال في إعدام بيري ريس ، إذ ضمن تقريره الذي بعثه إلى اسطنبول ، أن بيري ريس قد سلب أموال المسلمين في هرمز ، وذلك أثناء حصاره لها ، ومع نجاح قباد باشا في إعدام القائد العثماني ، إلا أنه عزل بعد فترة قصيرة من بيلربكية البصرة.



     ثم عهد السلطان سليمان سنة 961 هـ / 1553 م إلى مراد ريس بيلر بك القطيف السابق مهمة قيادة الأسطول العثماني في البصرة ، وكلفه بإعادته إلى السويس مع إبقاء جزء منه في البصرة للدفاع عنها ، ولكن الأسطول البرتغالي كان له بالمرصاد ، فحال بذلك دون نجاح مهمة مراد ريس ، الذي اضطر للعودة إلى اسطنبول براً ، بعد أن خسر عددا من سفنه في معركة بحرية مع الأسطول البرتغالي إلى الشمال من مسقط في شوال 961 هـ / أوت 1553 م  ، غير أن الدولة العثمانية أصرت على إعادة أسطولها المحاصر في الخليج إلى السويس ، وعينت لهذه المهمة في ذو القعدة 961 هـ / سبتمبر 1553 م سيدي علي ريس قبوداناً على السويس براتب قدره مائة وخمسين أقجة يومياً  ، منتهزة فرصة وجوده في حلب ، ومن ثم تحرك سيدي علي ريس في  21شوال 961 ه/ 7 سبتمبر 1553 م من حلب ، ووصل إلى البصرة في 20 ربيع أول 962 هـ /  03 فبراير 1554 م ماراً بأورفة ونيصبين والموصل ، وتسلم من بيلربك البصرة مصطفى باشا خمسة عشر سفينة ، وظل خمسة أشهر في البصرة ، رتب فيها أسطوله ووضع فيها ما يلزم من القواد البحارة ، وتحرك في  18شعبان 962 هـ /02 يوليو 1554 م بأسطوله قاصداً موانئ الساحل الشرقي من الخليج العربي ، ومنها توجه إلى القطيف ثم البحرين لتمويه الأسطول البرتغالي حتى وصل بالقرب من خورفكان ، وهناك إلتقى بأسطول برتغالي في 09 أوت من نفس العام ، مكون من خمس وعشرين قطعة بحرية ، وجرت هناك معركة حربية عنيفة بين الأسطولين استمرت حتى المساء ، مما اضطر البرتغاليون للانسحاب بعد أن

أغرق العثمانيون قليون برتغالي ، واعتبر سيدي علي ريس ذلك انتصاراً . (01)











ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- نبیل عبد الحي رضوان ، مرجع سابق ، ص 16.



     وتابع الأسطول العثماني سيره نحو مسقط وقلهات ، وفاجأه هناك في 29 أوت أسطول برتغالي آخر مكون من أربع وثلاثين سفينة ، حيث وقعت معركة قصيرة ، انتهت بإغراق ست سفن برتغالية ، وخمس سفن عثمانية ، وإحراق سفينة عثمانية ، عندئذ قرر سيدي علي ريس الانسحاب لينجوا ببقية أسطوله ، ولكن عاصفة قوية جرفته إلى عرض الخليج ثم ألقت به على ساحل كمران ؛ وبعد أن تزود الأسطول العثماني بالمؤن والعتاد ، قصد موانئ اليمن ، ولكن الرياح الشديدة قذفت به مرة أخرى إلىساحل الهند الغربي ، فوصل كجرات حيث ساءت حالته وضعف أمره ، وخاف قواد السفن الباقية من زوابع المحيط الهندي ، وأثناء إقامته تفرق عنه معظم رجاله ، وعمل بعضهم في خدمة أمراء الهند ، أمام هذه الظروف قرر سيدي علي ريس العودة إلى الوطن ، بعد أن سلم السفن ومعداتها إلى الملك أحمد ملك كجرات ، وبرفقته خمسين من أتباعه ، مارين ببلاد الهند وأرض فارس بعد أن صادفوا الأهوال والمشاق ، والتي أوضحها في رحلته المسماة بــاسم " مرآة المماليك " ، وقد كتبها بعد عودته من مهمته التي استغرقت ثلاثة أعوام. (01)





































ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01- نبیل عبد الحي رضوان ، مرجع سابق ، ص 17.







- الخاتمة :

     أحمد محيي الدين بيري Ahmet Muhiddin Piri أو اختصارا الريس بيري Piri Reis ، هو قبطان بحري ورسام خرائط عثماني مشهور ، ولد في الفترة ما بين عامي 1465 و1470 وتوفي عام 1555 ، وقد كان ربانا على إحدى السفن في معركة مودان البحرية عام 1500 ، وكان عمره آنذاك بين 30 و 35 عاما ، واشترك مع عمه كمال ريس (المتوفي في 16 جانفي 1511) في بعض معاركه البحرية بالمتوسط ، ثم جرى تعيينه قائدا على أسطول السويس ، واستطاع الاستيلاء على مسقط عام 1551 ، واشتبك في البصرة مع الأسطول البرتغالي ولكنه هزم ، ولدى عودته لمصر تم إعدامه نتيجة لدسائس والي البصرة قباد باشا ، وكان ذلك بالقاهرة عام 1555.

- الخريطة الأولى : رسمها بيري ريس للعالم وانتهى منها عام 1513 ، ثم قدمها للسلطان سليم الأول في مصر عام 1517 ، وتضم في الجزء الذي وصلنا منها إسبانيا وشرق أفريقيا والمحيط الأطلسي ، والأقسام التي عرفت آنذاك من أمريكا وجزر الأنتيل ، ويدلنا ضياع قسم منها على أنها كانت خريطة للعالم ، ومن أكثر الملاحظات المدونة إثارة للاهتمام تلك الخاصة باكتشاف أمريكا ، وقـــــــد عرضت إدارة متحف قصر " طوب كابي " في اسطنبول ، خريطة بيري رئيس للعالم لعام 1513 ، بعد إعلان اليونسكو أن عام 2013 خاصة بإحياء الذكرى 500 لإعدادها.

- الخريطة الثانية : هي خريطة للعالم تحمل تاريخ 1528 ، ويضم القسم الذي وصلنا منها الجزء الشمالي للمحيط الأطلسي ، والشواطئ الشمالية لأمريكا الشمالية من جرينلند لشبه جزيرة فلوريدا ، وأهم ما يميز هذه الخريطة أن الجزر وبعض الشواطئ رسمت بشكل يقرب للواقع ، مقارنة بالخريطة الأولى.

- كتاب البحرية : هو أهم ما وضعه بيري رئيس وألفه عام 927 هـ /1520 م ، ثم قام بتوسيعه عام 932 هـ /1525 م ، وأهداه للسلطان سليمان القانوني.

    













- مصادر ومراجع البحث :

01- بيري رئيس ، كتاب البحرية ، المصدر كاملا محمل من الموقع الإلكتروني :     

                           [http://art.thewalters.org/detail/19195/book-on-navigation/]

وهذا الكتاب من أهم محفوظات مخطوطات متحف والتر برقم W.658 ، ويعتبر فخر الملاحة الإسلامية ، وموجود على الروابط التالية :

                                                    [http://wadod.org/vb/showthread.php?t=3131]
                                       [http://www.wadod.org/uber/uploads/W.658.r090q050.rar]

02- عفت إينان ، أمير البحر العثماني بيري رئيس : حياته وأعماله ، ترجمة وتنسيق : عبد الرحمن كيلاني ، الجزء الأول ، نقلا بتصرف عن الموقع :                                                     .               .                                                                [http://www.fustat.com/geog/piri.shtml]

03- فيصل الكندري ، الملاح والجغرافي بيري ريس ، سلسلة رسائل جغرافية ، ط 01 ، الجمعية الجغرافية الكويتية ، الكويت ، شعبان 1420هـ / 1999م.

04- محمود حافظ ( من المنصورة بمصر) ، الترجمة  العربية لخريطة الريس بيري ، منتدى التاريخ ، من الموقعين :                                                                                [www.altareekh.com/vb]                                                                                                      .                                      [http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=9588]

05- محمد إلهامي ، جولة في كتاب " بحرية " للجغرافي العثماني بيري ريس ، المركز العربي للدراسات والأبحاث ، القاهرة ، 22/08/2011 ، نقلا عن موقع المركز :

                                   [www.arabicenter.net/ar/news.php?action=view...En cache -]

06- نبیل عبد الحي رضوان ، جھود العثمانیین في الحد من التھدید البرتغالي للنشاط التجاري في الخلیج العربي من خلال الوثائق العثمانیة 945هـ / 1538م - 967هـ /1559 م ، قسم التاریخ والحضارة الإسلامیة بكلیة الشریعة والدراسات الإسلامیة / جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ، (د.ت).






1 commentaire: